امتى يكون الكالسيوم ناقص عند الاطفال



0      0

4
صورة المستخدم

Nihalz26

مشترك منذ : 25-12-2011
المستوى : مساهم
مجموع الإجابات : 183
مجموع النقاط : 215 نقطة
النقاط الشهرية : 0 نقطة

Nihalz26
منذ 12 سنة

الكالسيوم عنصر هام جدا ويكفي أن نقول بأن بناء العظام والأسنان يعتمد على هذا العنصر لذلك فالصغار هم بأمس الحاجة إليه لبناء عظامهم ويظهر التشوه في النمو حال افتقارهم لهذا العنصر. كما أن الأم الحامل بحاجة ماسة الى كمية إضافية من هذا العنصر لأن الجنين يستمد غذاءه من الأم وبخاصة في أواخر شهر الحمل وأيضا المرضع.

إن افتقار الجسم لهذه المادة Calcium deficiency يسبب نخر الأسنان وتقوس العظام والكساح وانحطاط في قوة العضلات وتشنجها وآلام عصبية وغير ذلك مما يؤثر على الصغار والكبار على السواء. ومن جهة أخرى فان وجود مادة الكالسيوم في الدم ضروري لعملية التخثر في حالة النزف، لأن الكالسيوم ينشط الخميرة الخاصة التي تعرف باسم (ترومبين) وهي خميرة التخثر إضافة الى ضرورة الكلس لخلايا الجسم لمساعدته على أداء وظائفه على الوجه الأكمل وبخاصة الجهاز الهضمي والجهاز الدوري وان تأثيره واضح على انقباض عضلات القلب.

وهذا نقل طبى من د. ناول عبد الهادي
الكالسيوم في الجسم مرتبط في المفهوم الشائع بنمو الأظافر والأسنان والعظام . لكن هذه المادة تـؤدي وظائـف أخـرى عصبية ودموية منذ الطفولة حتى الشيخوخة، ليس أقلها الوقاية من أمراض الشرايين. دور الكالسيوم إذن أكثر تعقيداً مما يعتقد الناس العاديون وهو حاجة حيوية يومية للجسم. يرتبط الكالسيوم عند الأغلبية العظمى من الناس بالعظام. فنحن معتادون على أن نقول أو أن نسمع أن الكالسيوم عنصر أساسي لتكلس العظام. عندما كنا أطفالا كانوا يعلموننا أن الحليب يحتوي على الكالسيوم وعلينا أن نتناوله لتكون لنا عظام قوية وأسنان جيدة، وعندما كبرنا كرروا على مسامعنا أننا في حاجة إلى الكالسيوم، لأن عظامنا تصبح مع السنين أكثر هشاشة، وبالتالي فإنه يجب تقويتها ومدها بمزيد من الكالسيوم، ولذلك فإن الكثيرين ينتهون إلى التفكير بأن الكالسيوم لا يؤدي إلا إلى تقوية العظام. وإذا كان صحيحاً أن 99 في المائة من الكالسيوم الموجود في الجسم يتركز في العظام والأسنان. إلا أن هذا العنصر يؤدي أيضاً عدداً من الأدوار الأخرى المهمة التي هي جميعها أساسية لقيام الجسم بوظائفه، فالكالسيوم ضروري لضربات قلبنا. ولكل فكرة تمر في رأسنا. كيف ؟ يحتاج الجسم إلى الكالسيوم لكي تنتقل الرسائل عبر الجهاز العصبي، خصوصاً عبر نقاط المراقبة حيث يتم الارتباط بين العصب والعضل، وهو يؤدي كذلك دوراً هاماً في عملية تقلص العضلات، وذلك بتأمين عملية نقل الموجة العصبية إلى العضل فالعضل يتقلص بناء على إحساس ينقله إليه العصب على شكل موجة عصبية، وإذا لم يتلق جسمنا كمية كافية من الكالسيوم فإنه يمكن أن يصاب باضطراب في الجهاز العصبي العضلي. وقد يؤدي نقص الكالسيوم في الجسم إلى الإصابة بمرض التكزز أو الانقباض المستمر، وهو المرض المعروف باسم التيتاني، ويصيب هذا المرض بشكل خاص الأطفال والنساء، وهو يتميز بتصلب رؤوس الأطراف وهو تصلب يمكن أن يمتد إلى الأطراف، كلها وأحيانا إلى الجذع، إضافة إلى حصول تشنجات. ويصنف هذا المرض تحت عنوان (هيبو كالسيمي) وهو يعني انخفاض كمية الكالسيوم في الجسم. هذه الحالة حالة استثنائية وغالباً ما تؤدي إضافة شيء من الكالسيوم في الغذاء إلى تحسن حالة المريض والقضاء على الاضطراب العصبي والتأثير على كل الوظائف المتعلقة بالدم. الشمس والكالسيوم وليس الكالسيوم مهماُ فقط في الوظائف العصبية، لكنه أيضاً يقوم بدور كبير في عملية تكون الأعصاب نفسها ويعتقد عدد من أطباء الأعصاب أن نقص الكالسيوم يمكن أن يكون في أساس نشاف الأقراص الدموية، وهو مرض غير قابل للشفاء التام حتى الآن. فقد لوحظ وجود علاقة مباشرة بين الطقس والشمس في بعض مناطق العالم وبين نسبة الإصابة بهذا المرض، وقد أظهرت إحدى الدراسات أنه بمقدار ما تكون منطقة ما مشمسة فإن مرض نشاف الأقراص الدموية ينخفض. كذلك لوحظ أن هذا المرض ينتشر في شمالي أوروبا وشمالي أمريكا أكثر منه في المناطق القريبة من خط الاستواء. الدراسة نفسها وهي التي قام بها الدكتور بول غولدبرغ أظهرت أن الإصابة بهذا المرض في سويسرا ليست متعلقة فقط بالمناخ. فسويسرا صغيرة إلى درجة أننا لا نجد تنوعاً كبيراً في المناخ لكنها تتعلق أيضاً بالارتفاع. فالمرض أقل شيوعاً بين سكان المناطق الجبلية وفي الواقع أن كمية الأشعة على ارتفاع عال تكون كبيرة. ولذلك تكون المناطق الجبلية أكثر غنى بفيتامينD الضروري لامتصاص الكالسيوم، وهكذا تمكن الدكتور غولدبرغ من إيضاح العلاقة بين مرض نشاف الأقراص الدموية وبين النقص في الكالسيوم. ومن جهة أخرى استنتج عالم البيولوجيا الأمريكي وليام كرايامس في لافاييت مولدج في بنسلفانيا وجود علاقة بين الإصابة بنشاف الأقراص الدموية وبين الإصابة ببعض أمراض الأسنان حيث تتركز كمية كبيرة من الكالسيوم. فقد قام (كرايليوس) بتفحص نتائج تحقيقات عديدة حول هذا الأمر، جرت في الولايات المتحدة وفي استراليا واستنتج أنه في المناطق التي ينتشر فيها تسوس الأسنان أي بمعنى أخر تلك التي تشهد فقراً في الكالسيوم فإن الوفاة نتيجة نشاف الأقراص الدموية تكون مرتفعة أيضاً. كذلك لوحظ أن تسوس الأسنان ونشاف الأقراص الدموية هو أكثر شيوعاً بين النساء الحوامل أي تحديداً في الوقت الذي تكون المرأة معرضة للإصابة بنقص الكالسيوم. ومن المعروف أن الكالسيوم يشترك في تكوين أحد المركبات الأساسية لمادة (الميالين) التي تسمى بالعربية (نخاعين)، وهي مادة تحيط بالألياف العصبية وتحميها، ولهذا فإن النقص في الكالسيوم يمكن أن يؤدي إلى نشاف الأقراص الدموية الذي يؤدي بدوره إلى تدمير مادة (الميالين) ويكون نقص الكالسيوم خطيراً بشكل خاص عند الأطفال في خلال فترة النمو. وقد أجرى الدكتور كرايليوس تجارب عديدة على الحيوانات أثبتت صحة هذا الأمر. فقد قام كرايليوس باستئصال النخاع الشوكي لبعض الحيوانـات ووضعه في محيط يمكن أن ينمو فيه وأن يراقب نموه فلاحظ أنه إذا كان المحيط فقيراً بالكالسيوم فإن مادة الميالين تبدو عند فحصها بالميكروسكوب الإلكتروني غير مكتملة وغير ناضجـة. الكالسـيــوم والقـلــــب وهناك تحقيقات ودراسات أخرى أظهرت وجود علاقة بين الكالسيوم وبين أمراض الشرايين التاجية وأهمية الكالسيوم في الوقاية من هذه الأمراض. والأبحاث حول هذا الأمر بدأت من ملاحظة أن عدد الوفيات بأمراض الشرايين التاجية قليل جداً في المناطق التي يوجد فيها الماء (الثقيل) أي الماء المحتوي على عناصر طبيعية ومعدنية وقام بعض الباحثين في مجال الاستشفاء الطبيعي في بريطانيا بدراسة 13 عنصراً مكوناً لهذه العناصر جميعاً، فوجدوا أن الكالسيوم هو الأكثر فاعلية من الناحية الإحصائية في الوقاية من أمراض الشرايين التاجية، أما بالنسبة للعناصر الباقية فهي إما غير مسؤولة عن الوقاية وإما أنها مسؤولة، لكن بدرجة ضعيفة جداً والقلب هو عضلة قوية، وإذا ما تصورنا القلب كجهاز متصل بخزان كبير فإنه يستطيع في خلال أربع وعشرين ساعة أن يملأ خزاناً سعة عشرة آلاف لتر. فمن الطبيعي إذن أن يكون القلب -مثله في ذلك مثل باقي العضلات- في حاجة إلى الكالسيوم للقيام بعمله القائم على التقلص والتمدد بشكل مستمر، إضافة إلى ذلك فإن الدور الوقائي للكالسيوم يبدو مضاعفاً، لأنه يؤدي إلى تخفيض كمية الكولسترول الضار في الدم. وقد أظهرت دراسة طبية أن نظاماً غذائياً غنياً بالكالسيوم وبفيتامين(D) عند النساء المسنات يؤدي إلى إبطاء التآكل العظمي ويخفض كمية الكولسترول. من جهة أخرى أظهرت تجارب أجريت على الجرذان المصنفة إلى أربع مجموعات أعطيت كميات مختلفة من الكالسيوم في الغذاء واتضح أن كمية الكولسترول في دمها تنخفض مع ارتفاع كمية الكالسيوم التي تتناولها. وليس هذا كل شيء فيما يتعلق بمفعول الكالسيوم الوقائي. فالكالسيوم يؤدي دوراً أساسياً في مقاومة التسمم بالرصاص. والمعروف أن الرصاص هو مادة سامة، وقد أجريت تجارب عديدة تهدف لإبطال فاعليته السامة خصوصاً وأننا معرضون في الحياة الحديثة لتناوله من دون أن ندري اتضح بعد هذه التجارب أن الكالسيوم هو إحدى هذه المواد المقاومة. ما الحد الأدنى الذي يحتاجــه شخص بالـغ ذو نشاطية متـوســطــة، من الكالســيوم اللازم يومياً؟ هـو حـوالي 900ميلليغرام . لكن هذا الرقم يرتفع إلى 1600ميلليغــرام عنــد الذيـن يقومون بأعمــال شاقـة ويجب أن تكـون كميـة الكالسـيوم مرتفعة أيضـاً عنـد النســاء الحوامـل. فالجنين يحتاج إلى الكالسيوم لكي يكون هيكله العظمي، وهو لا يستطيع الحصول عليه إلا عن طريق أمه، كذلك فإن طبيعة الحمل تحتم بذل جهد جسدي أكبر، وبالتالي تناول كمية أكبر من الكالسيوم ، وإذا لم تتناول الحامل الكمية اللازمة فإنها تصاب بتسوس الأسنان الشائع في فترة الحمل وبتشنجات عضلية وضعف في العظام، لكن في المقابل ليس من المستحسن الإفراط في تناول الكالسيوم ، لأنه قد يكون خطراً على الطفل، كما يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في عملية الولادة . يجب أن نعرف أيضاً أن الكالسيوم ينخفض مع السن ويخرج مع البول بكمية أكبر من السابق، ولذلك فإن الأشخاص المسنين يجب أن يعوضوا هذا النقص . وإذا لم يحصل ذلك فإن هناك خطراً من حدوث اختلال في التوازن الجسدي ، ينتج عنه أيضاً أن تصبح العظام هشة ، ولهذا السبب فإن المسنين هم أكثر تعرضاً من غيرهم لكسور العظام، كما أن كسورهم تشفى بصعوبة أكبر ويسمى نقص الكالسيوم عند المسنين (أوسيتوبوروز) ويمكن تناول كمية أكبر من الكالسيوم عن طريق الألبان التي تشكل إلى جانب الخضار والفاكهة مصدره الأساسي . لكن هناك أمرًا ليس في مصلحة المسنين وهو أن مفعول (فيتامين) D الذي يقوم بدور أساسي في امتصاص الكالسيوم عند الأطفال والشباب يضعف مع التقدم في السن، ولذلك فإن المسنين يجب أن يتناولوا الكالسيوم مترافقاً مع الفوسفور الذي يمكن أن يحل محل فيتامينD ، ولهذا السبب فإن بعض الأشخاص ليسوا فقط في حاجة إلى اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم، لكنهم قد يجدون أنفسهم مضطرين إلى اتباع علاج هرموني لتمكين الكالسيوم من دخول الجسم، ويجب أن يترافق هذا العلاج مع إجراء احتياطات هامة إذا كانت حالة الجسم لا تحتمل العلاج الهرموني بشكل جيد. أما إذا لم تكن هناك مشاكل سابقة تتعلق بالقلب أو الكليتين أو ارتفاع الضغط أو السرطان فإن الأمور تسير على ما يرام. وفي مختلف الحالات، من المهم جداً معرفة أن الكالسيوم ليس فقط ضرورياً لتقوية العظام والأسنان، لكن دوره أكثر تعقيداً وهناك أشياء كثيرة غير واضحة تتعلق بدور الكالسيوم ستكشفها حتماً الأبحاث الجارية في هذا المجال ..